حمر العيون……… بقلم الشاعرة/ ايفا سليمان
حمر العيون
هناك عند الربى الخضراء من وطني
وقفت أنظر والأحزان ترهقني
قد كنت بلأمس مبهورا برونقها
واليوم مما أرى فيها من السجن
مقرح الجفن كأن في العيون قذى
مشتت الفكري أمشي غير متزن
قد دمر المدفع الملعون قريتنا
فالنار ترعى حقول الزنبق الغدن
والجو من سحب الدخان معتكر
والأرض من جثث الأموات في نتن
يا للجنان التي كنا بساحتها
نفاخر للناس بالإحسان والحسن
ماذا دهاها ترى حتى غدت حفرا
وللوباء هوى في وحلها الأسن
هذه التي بهرت شمسا بأحرفها
فنورها لم يزل ضاف على الزمن
وألهبت كل عزم عند قاربها
والبحر يطوي بلا خوف ولا حزن
بلأمس كانت أفق الورى علما
فيه الجلال وفي القدس مع (منن)
واليوم صارت وقد أمت دساكرها
جموع شر بلاد الويل والفتن
حمر العيون كثور لصراع هم
إن لم يثره دم تلقاه في حزن
شكوا الدبابيس طوقا حول رقبته
حتى يساس لما شاؤوا بلا رسن
فكيفما العنق الملتاع حركه
يخال من دمه في ذلك الفتن
شعر ايفا سليمان
تعليقات
إرسال تعليق