_ يوميات رمضان......بقلم الشاعر الكبير وليد.ع. العايش
_ يوميات رمضان _
_ ١٣ _
_____________
كنت هناك ، والغابة العميقة المخالب تشهد ، شجيرات خضر تتمرد على ذاكرتي الرمادية ، التي دخلت غرفة المخاض الأخير ...
السلم المهشم يتربص قدمي ، ينحني خجلا في حضرة الرحيل إليك ، فأكتبه رسالة لا تدري مبتداها ، أو منتهاها ، كنت أحدث نفسي في سكون لا يشبه إلا صمتك المتواري خلف أيكة مقطوعة الأجنحة ، قلت ( هل تكسرت ... هل تحطمت ... هل غدرت بها الرياح ذات ليل ) ... حار الجواب في خاطري ، فانكسرت ...
أرسلت بورقتي البيضاء عبر السماء ، وانزويت انتظر الوصول إليك ، فالطريق مليء بحب لم يبتدي ، انسكب مني المطر ، راودني القهر ، زرت المدافن كلها في لحظة ، ثم عدت أدراجي خائبا ، لعلها لم تكن هناك الآن ، لعلها انطفأت كشعلة بيتي العتيق ، أو كهذا السلم الفينيقي ، تعرجت شتى الدروب ، تمازجت الألوان كما لوحة الجوكاندا ، فعاود السكون بلا خبر ، بلا سفر ...
لحظات عابرة كغيمة صيفية ، السؤال الذي أتى على مهل ، مازال ينتظر الغناء ، وأنا مازلت انتظر أن يستقيم السلم الرمادي ، كانت شاحبة الوجه عندما لاحت من أفق بعيد ، ظننتها قد أتت متأخرة ، رجع الصدى يحاورني ، يغازلني ، دنا الظل السحيق في دقائق أبجديات اللغات ، نظرت مرة أخرى ، فانطوى الحلم ، وانطويت ، وانكسرت ... أتذكرين ...
_________
وليد.ع. العايش
١٣ رمضان / ١٤٤٠
تعليقات
إرسال تعليق