نفوس الثوار ................... بقلم الشاعرة / أمل الياسرى /العراق
نفوس الثوار
جميعُهم يقدمونَ تنازلاتٍ لإنهاءِ النزاعِ المناطقيِّ إلا هو، يكتبُ ورقةً تلو الأخرى بصمتٍ، ويضعُها في جيبِ حارسهِ الشخصيِّ، دونَ أنْ ينتبهَ أحدٌ لهُ، فهو يبقى طفلاً في لحظاتِ الحنينِ، رجلٌ حكيمٌ ذكيٌّ يعملُ بعقليةٍ عروبيةٍ قديمةٍ، وما زالَ مستعداً لتعلمِ المزيدِ من أجلِها، تمترسَتْ قبضةُ ترابٍ من أرضِهِ أنفاسَهُ بعبقِها الحرِّ، وقال: مَنْ يدري ربما ينتظرُكِ عمرٌ آخرُ، مزقَ الأوراقَ ودفنَها، رفعَ بندقيتَهُ لعنانِ السماءِ، وهنا سألَهُ الحارسُ الفِطنُ: ماذا كنتَ تكتبُ في وريقاتِك؟ فأجابهُ: أرضُنا ليسَتْ للبيعِ أو للمساومةِ، انتهى النزاعُ بعدما شاكسَ أحدُ أولادِهِ إحدى بناتِ عشيرتِه قائلاً لها: أنتِ والترابُ في قلبي.
أمل الياسري/ العراق
تعليقات
إرسال تعليق