الاستاذة والدكتورة نجاح باراوي عنوان: التعليم والتعلم الإبداعي
Najah Barawi > مجلة سحر الحروف للشعر والإبداع
القسم الأول :
- التعليم والتعلم الابداعي
كثرالحديث عن الإبداع، وأهميته الكبيرة لبناء جيل قادر على مواجهة التحديات بكافة أشكالها
وابتكار ارقى الحلول لمشكلاتنا الراهنة والمستقبلية
وإنتاج أرقى المنجَزات الحضارية التي تكفل الطور و التقدم والرفاه
فضلاً عن تحقيق وجود حر كريم فاعل. ولما كان الإبداع ليس هبة فطرية مقصورة على مجتمع دون آخر
بل هو قدرةّ مكتسبة تبدأ بالتعلم السليم إذا توافرت له الجهود الواعية وتحفزت له الإرادات الحرة.
والإبداع باختصارٍ يعني :
القدرة على إيجاد أكثر من حل جديد للمشكلة الواحدة
أو القدرة على افتراض عددٍ من المشكلات المحتَمَلة مع ابتكار عدة حلول لها
فما المقصود إذا
بالتعليم ، والتعلُّم الإبداعي؟
1) التعليم الإبداعي:
هو تعليم يحرِّر الطلبة من القيود
لكي ينمو الفرد إلى أقصى درجة ممكنة تسمح بها إمكانياته، وفي هذا النوع من التعليم
يجب ان يكون المعلِّم مسلحا بدرجةٍ عالية من المعرفة والوعي والقدرة على وضع طلابه أمام تحديات
بتخطيط مواقفَ تعليميةٍ تحتوي على عناصر مفقودةٍ أو غيرِ مكتملة ليحفزهم على إكمال العناصر بطرق جديدة غير مالوفة.
حيث يشجِّع التعليم الإبداعي
على إثارةِ أسئلة، واعتماد التجريبِ، ، والاكتشاف واختبارِ الحلول والأفكار، وتعديلها، كما يدعم قدراتٍ مثل : مستوى الحساسيّة للمشكلات، والطلاقة، والمرونة، والأصالة، وإضافة التفصيلات، وإعادة تعريف الظواهر والعناصر والموضوعات
متفوقاً بذلك على التعليم التقليدي الذي يدعم عدداً محدوداً من القدرات العقلية المتواضعة مثل: التذكر، والفهم والتطبيق والتفكير المنطقي. فقط
كما يساهم التعليم الإبداعي في اكتساب الطلبة للاتجاهات الابتكارية ،
وذلك من خلال حثّهم على التفكير بطرق جديد ، واحترام الأفكار الجديدة وغير العادية وتقبُّلها وعدم تسفيهها
بل وتقبُّل الأفكار الغريبة والشاطحة التي ينتجها غيرُهم
بالإضافة إلى تشجيع الطلبة على إنتاج مثل هذه الأفكار الغريبة، وتوصيلها إلى الآخرين دون خوفٍ من الوقوع في الأخطاء أو الفشل.
هذا وينبغي أن يدرك الطلبةُ المبتكرات الجديدة عبر العصور واهميتها في صنع تاريخ الحضارة من جهة ودورِها في حلِّ مشكلات الحاضر والمستقبل
من جهة أخرى، فلولا التجدد الإبداع والرموز المبدعة التي كانت وراءه لكانت البشريةُ لا تزال تعيش حياة بدائية حتى الآن.
ويقوم التعليم الإبداعي اساسا على اندماجَ المعلم في الأنشطة الإبداعية
مع طلبتُه ، ومشاركتهمَ فيها، عبر دور - التخطيط
-التنظيم
-التوجيه
- التقييم
-التعزيز
كبديل لدوره التقليدي القديم الذي
كان يقوم على إلقاء وتلقين المعلومة الجاهزة كما تطعم الأم صغارها بالملعقة
.. ورغم ماذكرنا فالتعليم الإبداعي
لن يكون البلسم الشافي لكل العلل في العملية التعليمية، ولا يقدم معجزة تقلب أنماط التعليم العادية، رأسا على عقب
إلا أنه مع توافر العمل الجادّ المخلص، وتمتُّع المعلم بدرجة عاليةٍ من الوعي والإدراك ، وخضوعه لدورات تأهيلية شبه مستمرة لإعادة تأهليه بأحدث الطروحات التربوية التعليمية الإبداعية الدائمة التجدد
فإن الطلبة سيكتسبون منحى التفكير الإبداعي، ويحلّوا كثيراً من المشكلات التي تواجههم في عملية التعلّم، والتي بغير هذا النوع من التعليم سيُخفقون حتما في إيجاد الحلول المناسبة لها.
إن ثورة المعلومات والانفجار المعرفي المعاصر يجعل من المستحيل على الطلبة أن يكتسبوا من المدرسةَّ التقليدية المعلومات والمهارات التي سوف يحتاجونها لمواجهة التحديات في حياتهم لذلك يجب أن يزوَدوا بالقدرات والمهارات التي تمكِّنهم من مواصلة عمليةِ التعلم طوال حياتهم،
عبر / التربية المستدامة/
من المهد إلى اللحد .. بأبعادها الثلاثة
الأفقي والعمودي وفي العمق
للارتقاء بالاستجابة واعتماد الاساليب والطرق البنّاءة المبتكرة في مواجهة التحديات والضغوط التي تحيط بهم في هذا العصر، ليس بطرق التكيّف التوافقية معها فقط؛ وإنما بأساليب وطرق غير مألوفة تخترق الشائع والمألوف إلى ماهو جديد لم يقاس على سابق مثال
ومن هنا تأتي الحاجةُ الملحة إلى ضرورة استخدام أساليب التعليم الإبداعي الذي سيَشعر معه المعلمُ بكثير الرضى عن نفسه وعن تلامذته على الرغم ممّا يبذله من طاقة وتضحيات، وذلك حينما يلمس امتلاك طلبته مفاتيح الدخول لكلِّ ما هو حقيقي ومنتِج في حياتهم ...
وإلى لقاء قريب مع تتمة البحث حول
/ التعلم الإبداعي وأساليبه /
تعليقات
إرسال تعليق