الشاعرة سهى زهر الدين عنوان: فرحة عجوز

Soha Ma Abi > ‏مجلة سحر الحروف للشعر والإبداع
(فرحة عجوز )
قبل أن تطوف روحي في ملكوت السماوات
ويصبح جسدي سرابا" ينثر رمادا" على الطرقات
دعني أنغمس بربيع غروبي
أتلمس وجهك وأذوب بتقاسيم التجعدات
لكل خط في خديك مروج عبير
دعني اتكأ على كهولة كتفيك
ستسمع قرقعة عظامي تشهق كل النهدات
سأرتشف حبة الدواء من يدك المرتجفة
حين أترنح لا تجزع
فبحضرتك يغيب الداء
فأنت الدواء
وأنت الحياة
سأحاول أن أحول غرفتي الصماء
إلى مملكة فيها كل الحياة
إقترب لتسمع بقايا صوتي الغائب
لا تضحك
على عجوز تحاول أن تكون صبية شقراء
سأخبرك عن شوقي لأرجوحتي الشقية
عن أحلامي التي ركنتها خلف الأبواب
لن أخجل
سأخبرك بأنك كنت فارسي الجميل
كيف كنت أنتعش من حقول الربيع من عينيك
كلماتك كانت قوتي في الليالي السوداء
تعال
لنعيش الحلم لو للحظات
ها هي الشواطئ الحزينة تشتاق لنركض على رمالها العذراء
والأشجار تعانق رسمنا وتبتسم لضحكاتنا الهوجاء
أركض خلفي لتلتقط وشاحي الثائر
لامس عطري الذي يطوف المجرات
سنشرب كأس الحب حتى نثمل
ستكون قرقعة الكؤوس لحن جميل
كاسك حبيبتي...صحة يا قلبي
هيا إضحك
لا تحزن إن أتاني الوجع على غفلة
وإن نسيت بضع الكلمات
فما زالت روحي شباب
وجسدي أنهكه البعاد
دعني أخذ الحبة الحمراء أو ربما الصفراء
لتجدد لي الخلايا المترهلة العرجاء
يا أيها العجوز المرتجف المتكأ على عصاه
خذ من روحي ما تبقى من حياة
لا أريد شيء
سوى
أن تكون أنت آخر من أرى
وآخر من أسمع
وآخر من يغمض عيوني السوداء
فأنت الحبيب الغائب في صمت الغابات
أنت البداية والنهاية يا سيد الكلمات
ستتوالى الأجيال جيل بعد جيل
ستزهر روحي ياسمين
لتتدلى هياما" في سحر الساحات
كل عاشق سيسرق من حروفي زهرة
ليهديها لحبيبته اليانعة السمراء
هيا لا تبدأ ألآن بالبكاء
أنشد قصائدك
واصمت في هيبة اللحظات
هدوء عظيم
إنتعشت روحي في حضرتك
يا أيها الوسيم
الغافي على درج الأمنيات.
Sohaسهى زهرالدين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

احبك.............................. بقلم الشاعر / وسن الدليمي ٢٠١٦ / ٢١ تشرين الثاني