السجن .............. بقلم الشاعر/ د. فواز عبد الرحمن البشير
السجن
لما هبطتُ إلى سجني وقيّدني
مولايَ خلف حجابِ اللحم والعظمِ
ناديتُ يا باعثي منذ القديمِ ألم
أشهد بحقِّك قبلَ الشكِّ والوهم ِ
أنتَ الذي سجدت روحي لطلعتِه ِ
من قبلِ محبسها في داخلِ الجسم ِ
قد فارقَت وطناً من نور ِخالقِها
وأُسكنَت عالماً خلواً من العلم ِ
وإنَّها تشتكي يا سيدي أبداً
تنوي الرجوعَ ولا أدري لما ترمي
أعيشُ بين جميعِ الخلقِ في حزن ٍ
وليسَ يعرفُ إلا خالقي همّي
يا غربتي عن حياةٍ أنت تعلمُها
والعيشُ بين الورى قد زادَ من سُقمي
متى سأرحلُ عن دارٍ بليت ُبها
والله ُأكبرُ من ذلّي ومن ظلمي
فهو المرادُ إذا ما الروحُ قد خرجَت
وهو القديرُ إذا ما ضقتُ من غمي
كم يهجرُ الخلقُ أبوابي ونافذتي
ولا يملّون َمن قدحي ومن ذمي
وكم أناجي إلهَ الكونِ خالقَهم
ألا يؤاخذَهم في الحربِ والسلمِ
وكم ألوذُ بربي كي يسامحَهم
وكي يحرّرهم في الحالِ من شتمي
وأن يؤانسَهم إن ضاقَ عيشهم ُ
وإن خطا سهمُهم فليأخذوا سهمي
لعلّني إن خرجتُ اليومَ من كفني
وصرتُ حرا ًتسيرُ الروحُ في الغيم ِ
ناديتُ يا رب ُّسامح أمتي أبدا ً
وابعث عليهم ولياً من بني قومي
فربَّما إن رأوا شخصاً يعلمهم
يرضونَ فعلي ولا يمضونَ في لومي
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا
تعليقات
إرسال تعليق