(الليل و المطار الغريب؟!).......قصيدة بقلم الشاعر الدكتور رمزي عقراوي
(5)=( الليل والمطارالغريب ؟!) قصيدة بقلم الشاعررمزي عقراوي
تعالتْ اصواتُ
القادمينَ والغابرينَ ...
من المسافرين
وخُطواتُ الغرباءِ
تعجُّ بنغمات قلبٍ حزين !
وجوهٌ شاحباتُ ...ذاهلاتْ ...
كأنها نغمٌ عجيبْ
في ذلك المطار الغريبْ !
فكم طافَ قبلي من غريبْ
ولاجئ مُهَجَّرٍ مسكين
في متاهات ذلك المطار الكئيبْ
فلم يرَ سوى الضباب !
و في المجهول البهيم غاب
ونُسيمات الهواء اللافح ...
تعبثُ بوجههِ في فتور واكتئاب !
وهو الضائع في دروب التيه والغُربة
يظلُّ يَهُمُ بالرحيل
من ذلك المطار الغريب !
وقد رأى من خلال الاضواء الخافتة
تلك المناديل الحيارى ...
وهي تومئ بالوداع
وعيون تشرب الدموع الثقال
وقلوبٌ تُخضّبُها دماء القهر والضياع
وجوهٌ باهتة تُضيئها الانوار
تخبو ، وتسطع ،
ثم تحتجبُ عن الانظار
********
الليلُ والمطارُ الغريب ...
وغمغماتُ العابرين
وخطوات اللاجئ المُهَجّر المسكين
فمتى أيتها الشموع ستُوقدين ؟!
أ في المستقبل المجهول ...
أ في النهار الذي قد لا أبصرِهُ عما قريب
قبل أنْ القى العذاب والفناء !
وطني صار حقلا تُجمِعُ الغربان السود !
في ارتخاء مساراتِ الخريف ...
وتذوي هِمَمُ إخوتي في الوطن الجريح
كأوراق الشجر تحت أشعة الغروب !
فمتى ينبلج لنا الزمان ؟!
عن يدٍ ينتشلنا من الفقر والجوع و الضياع
والتشرد والطائفية
والقتل على الهوية
ووجهاً صبوحاً يُشرقُ في الظلام
يظل يبتسم في وجوه الكادحين
يُظلِلهُم الحبُ الخالدُ بلقاءٍ دون وداع !
دون جهلٍ أو بكاءٍ أو أنين
كي نحلم بالغدِ الوضّاء!
دون يأسٍ وخنوعٍ
ولو بعد حين !
فما زال قلبي في الوطن يحبو وئيداً ...
***********
أسيرُ وحدي في المتاهات لا رفيق
والاشباحُ تعترضُ طريقي كالذئاب !
لسوف أمضي عن وطني المضاع
أنا سوف أمضي نحو الغد المجهول
فآترُكيني يا أُمي ...
سألقى وطني هناك
عند المغيب !
فاحتضنَتْني أُمي وهي تصيحْ
( لن تسير ) !!!
إبقَ هنا يا ولدي !
الى أين تمضي بين أشداقِ الذئاب
ستضيعُ في الدرب البعيد
فجاوَبَتْها سوف أمضي راحلا
عبرالمحيطاتِ والبحار ...
ما دام في قلبي الحنين الى السراب !
والثعالبُ تعوي من بعيدٍ / بعيد ...
تقول لي : هل أنتَ الذي تهوى
الوطن وتُريد ؟!
سألقاهُ حتماً
هناك حيث يُخفيهِ الضباب !
كالشمس والماء ...كحُلم الشباب !
******
أنا وطنكَ أيها اللاجئ المُهَجَّرُ المسكين
لكَ وحدكَ غير أني لن أكون !!
لكَ انتَ ... وهُم ورائي أسْمَعَهُم يلعنون
أكادُ أسمَعُ دعوات أمي الثكلى ...
وهي تقطعُ أوتار قلبي الحزين
كالحُلم الحبيب
وهي تولولُ عليَّ وتبكي ...
أيها المُهَجَّرُ الغريب !
إني سأكون إبناً آخراً لغيرِها
بيد أني سأبقى أسير
في متاهات الدنيا كعبدٍ أسير !
دعيني أسلكُ الدربَ البعيد !
حتى أرى مستقبلي في إنتظاري
حتى ولو كان بين أشداقِ الذئاب
ستكون حياتي هناك أحلى وألذّ
من الذوبان قهراً في قواقع الفساد
والشرِّ وأوكارِ الكلابْ !!
*************** قصيدة بقلم الشاعر رمزي عقراوي من مخطوطته الشِعرية المسماة = أغنيات الى الخريف العربي= تأريخ النشر 25=11=2018
(((2 /12/2011 الجمعة )))
==============================
تعليقات
إرسال تعليق