و تلكأت بلقيس بقلم سيف الهمداني

و تلكأت بلقيس
سيف الهمداني
............
من يخمد النيران في بركاني
 و يهيم بين بدائعي و جناني

و يرقع الكلمات بين مواقدي
 و يضيئ بين مواجعي و بياني

هي أنت روح الحلم تمضي ليلتي
 في غفوة الإبداع و الألوان

آنست يا شمس البراءة خافقي
 فامضي لعل النور في أكواني

أهواك يا شمس الهوى في لهفة
 من يعزف الأفراح في أحزاني

من يقرأ التأريخ في لغة النوى
 من يسأل الألحاظ في أشجاني

بانت حروفي عن لحاظك سيدي
 لما أفقت الصبح في أمزاني

و تعتق الميلاد بين حقوله
 همس يدب الليل في ميداني

لولا روائع أحرف غناجة
 ما هامت الأرجاء في إنساني

و لمتعتني بالوقوف خريدة
 أنست بوادي العشق في همداني

و تلفعت عند المساء بقصتي
 و ترنمت بالبيد في أوزاني

قد أشرقت عند الظلام بلوعة
 أشتاقها في أبحري بمكاني

و أبث بعض لواعجي في صمتها
 كي لا تفارق بالضحى أجفاني

دندن رنيم الهمس في أفيائها
 يمن و بين ضلوعها صنعاني

هي أنت يا عدن الجمال مليحة
 عشقت لحاظ السحر في عمران

و بكت بها لحج الغواية مرة
 في حضن حجة لم يزل عنواني

و تفردت بين الحروف مواجدي
 و غفت قصائد لوعتي بجماني

يا حضرموت الفجر أين حبيبتي
 قد ضيعتها في المدى رماني

و تلكأت بلقيس بين حقولها
 لهب و في فلواتها أفناني

بانت بأبين ذكرياتي بالندى
 و سرت تعز على شفار سنان

و ترنم المحويت فوق سحائب
 مثل العروس تميس كالسكران

جاعت أزاهير الحديدة في الشتا
 كي تورق الأنسام في كحلان

و تورد الهمس الشذي بشبوة
 كي تستعيد الدفء في غمدان

هذي أراجيف بإب جميلة
 دانت بحسن جبالها شطآني

و بكى ذمار حين غنت مهرة
 رقصت بصعدة مثل غصن البان

همس الجمال بجوفها مترنما
 ضحكت بصنعاء الهوى أغصاني

و تلألأت أحضان ريمة خضرة
 و تفتقت بالبوح في أزماني

و توردت لحج البريئة لوعة
 و تنفست بالضوء في أفناني

سكنت بنا البيضاء في إغوائها
 حسن و شهد كؤوسها أغواني

و نسيت أن أرد الهوى في ضالع
 حبي و بعد منالها أضناني

عمرو بن يكرب لم يفارق لحظتي
 و التبع الحسان قد ألهاني

تلك الملوك مضت فهل ذكرت هنا
 إلا بذكرى المجد و التيجان

هذي حروفي سطرتها مهجتي
لهب و في كلماتها نيراني
................
 29/1/2017