الاديبةنور عساف يوميات معلم
نور العساف
يوميات معلم أومدرس
الرحمه والقسوه LailaAssaf
تحكي أحداهن
============
طلبت من تلاميذي أن يرووا لي في درس الأنشاء حدث فيه موقف تاثروا به وأنفطرت له قلوبهم.
قال أحد مستأذناً..... رافعا يده واقفا ليروي الحدث :-ست في شهر رمضان والجو صيفا... تخرج الحشرات والقوارض من جحورها.. لتجعل حياتنا في رعب..( الطفل يعتبر الصرصر وحش كاسر.. فكيف بحشره أو قارض )
هنا تقول المعلمه :-أنا أبتسمت.. ثم أشرت برأسي أن أستمر...
قال :-جاءت أمي لتنشر الملابس في باحة المنزل.. فوجدت بعض أثار مخلفات الفإر( ضرك الفأر ).. فأستشاطت غيضا... مقرره أصطياده.. فجاءت بلاصق للصق الفئران على شكل دفتر.. ووضعته مع طرف الحائط وأنتظرت حتى الصباح.....
تقول المعلمه وهنا شد أنتباهي اليه....
قال :-وباتت تنتظر... وهي كلها أمل... بأن الفأر قد يقع في المصيده.. وفي الصباح... خرجت لتنظر.. ماسيكون من أمر الفأر واللاصق..
وأذا بها تجد صرصر نطاط جلبه الحظ العاثر .. أن يقفز وبقفزته يتربع وسط الدفتر اللاصق..
نظرته أمي بفرح... :-أذن سيأتي الفأر
كان الشهر رمضان والفصل صيف وكما تعرفين الجو حار .. صار الظهر وجاء أبي من الدوام المجهد .. فخرجت أمي لفتح الباب.. واذا بها تصرخ بهلع.. :- ياالله ماذا فعلت. لقد أصطدت العصفور بدل الفأر..
واذا هنا بالتلاميذ جميعا :- لا... العصفور المسكين
قالت المعلمه متأثره :-وكيف عالجتم الموقف...؟
التلميذ:-ست... أستبدل أبي ملابسه.. بسرعه وهو صائم وجهد
وعلى أثر الصرخه خرجت أختي لترى....... ماذا جرى؟
وأنا وأختي كلما جئنا لنخرج العصفور من المصيده....يحاول الهرب... فيرف بجناحيه... ليزيد الأمر سوءا.... فلصق جناحه.. فأراد تخليص نفسه.. فلصق الجناح الآخر...... وهنا حاول.... ان يفك نفسه ... فلصق منقاره.... وهنا أبي قال سأخرجه ..... والأ سيهلك....
فصاحت أمي :-لقد أرعبتم العصفور..
وهنا بدأنا بتخليصه من اللاصق .. وبدأت أفكارنا ..... بالأبتكار... في مره أمي تجلب له بودرة الأطفال لترش جناحيه لعلها تفلت من المصيده ومره تأتي بزيت الزيتون.. وهنا أقتلعه أبي من اللاصق مع فقدان ريش جناحيه......
حاولنا أن نسقيه الماء..... فلم يشرب... ثم أطلقنا سراحه فلم يسطع الطيران بفعل البودره وأختلاطها بالزيت معا.... فأصبح ثقيلا ولكون جناحيه كل جنح ملتصق مع بعضه......
وهنا جاءت أمي بزيت veetالذي تستعمله النساء لازاله الشمع.. عند ازالة الشعر في الرجلين واليدين.....
وهنا أبتسم التلاميذ قائلين... هيه.. ثم أنشدوا.. من جديد الى الحدث
أستمر التلميذ بالكلام :- زال أغلب اللصق بفعل زيت veet.. لكن أبي لم يطلقه... ولكن حجزه في صندوق مثقب ليرتاح.... ثم اطلقه..
طار العصفور ونحن فرحين لنجاته.. بدأ أولا يقفز.. ثم يضع ليستريح فخرج من دارنا الى الشارع... ونحن نتبعه....
كانت سيارة جيراننا قد ركنها أمام داره... لم ننتبه.. ماذا سيخبئ القدر ورائها لهذا العصفور المسكين.. لقد كان يختبئ خلفها هر...
بعد هذا العناء ونحن في الشمس والحر لمدة ساعتين.... قفز الهر .. والتقطه في فمه... فتقطعت قلوبنا للمنظر... ولكن كل شئ بقدر..
وبعد أن حكينا قصتنا للناس... تأثروا وقالوا.. لو كنتم رميتموه في التراب لتحرر من عذابه.. ولكننا لم نكن نعلم...!
هنا تأثر جميع التلاميذ..
قطع حزنهم الشديد أحد التلاميذ مستأذنا...ليحول حزنهم الى أستهجان...
قال التلميذ:-أنظري موقفهم..... وهذا الموقف.....!
مررت بالسوق.... فوجدت بعض... متجمهرين.. حول كلب مريض.. يعالج ليلفظ أنفاسه الأخيره... فرأيت رجل يرفس الكلب بشده... ثم يأمر ولد الصغير.. ويعلمه على رفس الكلب..... مستهين به لانه حيوان... فلم يجعله يمت.. الا وهو يلفظ أنفاسه بشده...
لم يعترض أحد المتجمهرين.. على فعل هذا المتجبر.. لأنهم للأسف على شاكلته...
قالت المعلمه صار الآن لدينا موقفان.. نضعهما في عنوان واحد.. قطعت الطبشور ثم كتبت على السبوره.... أكتب عن الرحمه والقسوه
شكراً لمنقرأ أو سطر أعجابه بحروف أو كلمات
بقلم :-نور عساف
تعليقات
إرسال تعليق