من يوميات الصبى احمد ................ بقلم الشاعر /احمد الهاشم
من يوميات الصبي أحمد
كنا ستة صبيان وخمس بنات
ولدنا على التعاقب كل سنتين
في المدينة التي عشقناها
هي ليست مدينة
بل بيوت وسط غابات النخيل وأشجار الفاكهة
عشنا تحت ظلال السعف
وعبق الأشجار
على ساحل النهر
الذي تعلمنا السباحة فيه بل معلم
جمعتنا غرفة واحدة
ولما كبرت جاء على خاطري
كيف أستطاع أبي أن يسرق وقته
مع أمي ونحن نفترش
الغرفة من كل الاتجاهات !؟.
كنا سعداء
لم أسمع أبي يوما
تفوه بصوت على مع أمي
ولم أسمعها يوما أغضبته
ليس لأنهما تزوجا عن حب
بل كان هادئا مرحا لا تفارقه الابتسامة
وكانت أمي جميلة
كانوا في الشارع يسموننا ولد الحمّرة
وأول مرة سمعتها تشاجرت وجئت لامي باكيا
قالت وهي تضحك إلا يعجبكم أن أكون جميلة !؟
وظلت تحتفظ بجمالها لآخر حياتها
وكان أبي وسيما رشيقا حنطيا
بعينين سوداوين وخصلات شعره حد الكتفين
كان شكله يوحي بأنه فنان
كنا أثيرين على قلبه
فقد كان رقيقا لدرجة تدمع عيناه بسرعة
يوم كنت في الثاني ابتدائي
جئته باكيا ووثيقة المدرسة راسب
احتضنني وناولني قطعة نقود معدنية
هي مصروف أسبوع
وقال ستنجح العام القادم بتفوق
تعليقات
إرسال تعليق